أنواع الأمن الذي تستقيم به حياة الإنسان



أنواع الأمن الذي تستقيم به حياة الإنسان








عنيزة و اخواتها
(لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء و الصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف )
قرآن كريم
الأمن هو المطلب الأساسي و الأكثر ضرورة للإنسان بل قد لا نكون جانبنا الصواب حين نقول إنه المطلب الوحيد و انظر السورة السابقة التي تذكر كل أنواع الأمن الذي تستقيم به حياة الإنسان فالإطعام من جوع هو مطلب الأمن الجسدي الذي به تستمر الحياة ..و الأمن من خوف يمثل الأمان النفسي ...و حين يمن الله تعالى على عباده بهذين الآمنين يطالبهم بتوفير أمانهم الروحي المتاح و ذلك بعبادة رب البيت و حين نرجع إلى العصور المتأخرة نسبيا في حياة الإنسان نجده و من أجل توفير هذا المطلب الضروري يعتصم بتجمع القبيلة التي ترتبط برابطة الدم فيما بينها و يمكن من خلال ملاحظة بعض الأسماء العربية ..بطن .فخذ ...يمكن أن نستنتج الاتجاه النفسي في التسمية الذي يريد أن يجعل القبلة جسما إنسانيا واحدا و هذه قمة الأمن و لذلك نجد الولاء في مختلف المجتمعات شديدا للقبيلة و اعتقد أن سر الحروب المتعددة بين القبائل هو تحقيق هذا المطلب فالإنسان حتى اليوم لا يزال يعتقد أن حياته لا تقوم إلا بتحطيم حياة الآخر الذي يراه دائما مصدر تهديد و الوجود الأمريكي اليوم خاصة في الخليج يؤكد هذه الفكرة و لكن مع مرور الزمن و التطور العقلي للإنسان نجده قد انتقل نقلة فكرية هامة حين توصل على فكرة الوطن أو الدولة التي ربما يكون منشأها بسبب ارتباط الإنسان بالأرض التي توفر له مطلب الأمان فلقد كان على الدوام الولاء القبلي عند الرحل اشد منه عند المقيمين فالإقامة إذن هي الأساس الأول لفكرة الوطن
هناك مرحلة تالية لفكرة الوطن جاءت بسبب سرعة الارتقاء العقلي و الفكري للإنسان و هو الولاء و الاعتصام ب و للفكرة مع الاحتفاظ بالانتماء للقبيلة و الوطن و لكن الأسبقية تكون للفكرة و هذا ما نلاحظه في المجتمع الأوربي الذي يكسر كل التناقضات و هي كثيرة و يذيبها من اجل تكوين مجتمع واحد هو المجتمع الأوربي فالإنسان هناك لا يحس الغربة من إيطاليا على اليونان إلى البرتغال ....إلى انجلترا و اسكندنافيا ...و يمكن بهذا أن نفهم مدى التطور الفكري لكثير من الشعوب و لو نرجع على العالم العربي بل بالأخص على الجزائر سنلاحظ أن الولاء مازال قبليا مازال الإنسان عندنا يفتخر بالانتماء العرقي و القبلي و المفاجأة الغريبة أن فكرة الوطن حتى اليوم لم تتبلور عندنا لقد فرضتها الظروف التاريخية و الحضارية و لكن الوطن كفكرة تسكن كيان المواطن غير موجودة عندنا و لذلك قد تجد نفسك غريبا في ولاية من ولايات الوطن ربما بسبب لهجتك في الكلام في الوقت الذي لا يجد فيه سائح من بلجيكا أية غربة هذا على الرغم من أن أسباب التوحد و القواسم المشتركة عندنا كثيرة جدا و التناقضات قليلة جدا فنحن دولة إسلامية سنية مالكية تتكلم العربية تاريخها واحد و مصيرها واحد و انتماؤها واحد نعم نحن لم نفقه فكرة الوطن بعد فكيف لنا أن نلتف حول الفكرة ....و هذا بسبب المستوى الفكري و قد لا أكون متجنيا حين أقول إننا بعد في مرحلة الطفولة العقلية و الجزائر ليست بدعا في الأمر فكلما التفت في العالم العربي لا تسمع غير عنيزة و أخواتها









Grib Younes

تعليقات