ما المطلوب بعد العدوان؟

الكاتب : محمود الفطافطة
بداية؛ يجب التأكيد على أن إسرائيل تتنفس بالدم والحروب، وبالتالي لا يمكن أن يهدأ لها بال إلا بالرجوع كرة وأخرى لمزيدٍ من عمليات التطهير العرقي و الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. فالطبيعة القذرة للاستعمار، والمجسدة في أسوأ صورها بإسرائيل تقوم على الاحتلال والاحلال والعنصرية. احتلال الأرض واحلال مستعمرين بدل السكان الأصليين، والعنصرية القائمة على النصوص التوراتية المنحرفة كـ" شعب الله المختار" ، وسواها من المفاهيم الدينية والتاريخية المجردة من ماء الحقيقة أو قواعد الثبات.

من هنا ، يتوجب دوماً على المقاومة الباسلة أن تعزز قواها، مع الابداع والتجديد في أشكال مختلفة ومبتكرة من الأسلحة سواء البرية أو الجوية ، فضلاً عن مطاردة الجواسيس الذين يمثلون " كم الأفاعي " لاختراق العمل المقاوم والاساءة إليه عبر الدعاية المغرضة . في هذا الخصوص، نشيد بقوة المقاومة ونجاعتها في اجهاض فعل وفاعلية هؤلاء الخونة ، والبرهان على ذلك ما شهدناه في هذا العدوان من " طمس" أو تغييب شبه كلي لمثل هؤلاء الذين ارتموا في حضن الأعداء.

كذلك؛ يتوجب على الشعب الفلسطيني خاصة في الضفة والقطاع أن يلتقطوا مجريات وأبعاد هذه الحرب ليواصلوا نشاطهم المقاوم، فكلما كان الفعل المقاوم نشطاً ومتنوعاً ومتواصلاً في الضفة كلما ارتبكت إسرائيل عسكرياً وضعفت سياسيا، فضلاً عن التخفيف في الشراسة الدموية المتبعة من قبل الاحتلال ضد أهلنا في القطاع.

ويضاف الى ذلك وجوب العمل على تصنيف من كان مسانداً وداعماً للمقاومة من بين أولئك الذين وقفوا ضد المقاومة وأهلها .. مثل هؤلاء الخونة الذين اصطفوا مع أبشع احتلال عرفته البشرية لا يمكن التسامح معهم أو التعاطي مع سلوكهم الخطير والمقيت، وحتماً سيكون مصير هؤلاء كابن العلقمي الذي كان عميلاً للتتار ضد الدولة الاسلامية في بغداد، فلفظه التتار كما المسلمين ليعيش على حافة الطريق ذليلا صاغرا.

كما أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تستغل هذه اللحظة التي فيها المجموع الفلسطيني ( شعبا وأحزاباً ) موحداً في التخلص من السلوك المخزي والمعيب وهو التنسيق الأمني.. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تظل السلطة أداة في خدمة الاحتلال.. ما حدث في القطاع، وما نجم عنه من دمار شامل وازهاق أرواح قرابة الألفين شهيد، وأكثر من 10 آلاف جريح كفيل بأن تتجرأ السلطة وتثبت أنها مخلصة وأمينة مع شعبها في أن تنهي هذا السلوك المنحرف.

وفي السياق ذاته، يتوجب على السطة السياسية أن تدرك جيداً أن المفاوضات بدون مقاومة عبث وهلالك للأرض وللانسان الفلسطيني. عليها أن تدرك أن المقاومة هي التي تساعد في تحقيق الحقوق الوطنية ، وأن المفاوضات مع المقاومة طريق سليم لجني ثمار هذه الحقوق.

الحديث في هذا الموضوع يطول ويتشابك، وسيتم متابعته تباعاً. المطلوب أن نعي جيداً أن ما بعد العدوان ليس قبله، وان الاحتلال الذي انهزم وفشل في هذه الحرب التي قتلت وأبادت العائلات والاطفال والنساء والمعاقين ما هي إلا الحرب قبل الأخيرة في تحرير الارض والإنسان .. علينا بالارادة وحسن الادارة والعلم والصبر والتنسيق الفعال .. حتماً سننتصر .. كيف لا وهذه ارادة الله وبشراه لهذه الأرض المباركة المقدسة التي لم ولن يعمر فيها ظالم .. لا ننسى أبداً في هذا الخصوص قوله " آتى أمر الله فلا تستعجلوه"...

تعليقات