وبين متفائل ومتشائم كانت ردود بعض اعضاء الوفد الفلسطيني عن امكانية حدوث اختراق في مفاوضات القاهرة ففي حين اظهر بسام الصالحي عضو الوفد الفلسطيني تفاؤله بامكانية التوصل لاتفاق نهائي خلال التهدئة الجديدة لم يعر عزت الرشق اهتماماً للتفاؤل او التشاؤم واكتفى بالقول ان هذه التهدئة ستكون الاخيرة ولن تمدد حركة حماس التهدئة لأيام أخرى .
في تفاصيل المفاوضات ووفق الشروط التي اعلنتها حركة حماس والردود الاسرائيلية المتعنتة كانت قضية اسرى صفقة شاليط الذين اعادت اسرائيل اعتقالهم بعد حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل , حيث تصر حركة حماس على الافراج عن الاسرى وترفض اسرائيل ذلك بحجج متعددة , وكذلك موضوع اقامة ميناء بحري وميناء جوي حيث تزعم اسرائيل ان انشاء ميناء بحري او مطار جوي سيسهل من وصول السلاح الى قطاع غزة عدا عن آليات فك الحصار وادخال المواد الانشائية والمساعدات الانسانية حيث تربط اسرائيل ذلك بنزع سلاح الفصائل في غزة .
لكن الأمر الأكثر حساسية لانه من افرازات العدوان الاسرائيلي قضية أسر الجندي شاؤول آرون والجندي هادار جولدن , الأول اعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن أسره والثاني لم تعلن اي من الفصائل مسؤوليتها عن أسره وبقيت قضيته طي الكتمان .
وزير الجيش الاسرائيلي خلال زيارته لعائلة الجندي آرون شاؤول اكد ان جثمانه لدى حركة حماس , وقال :"من الواضح لدينا ان جثمان شاؤول لدى حماس ونحن نبذل كل الجهود لاستعادته" منوها الى ان الجهود الدبلوماسية في القاهرة ستركز على استعادة الجثمان.
وقتل الجندي شاؤول برفقة ستة آخرين خلال استهداف مدرعتهم شرق مخيم الشجاعية شرق مدينة غزة حيث تم التعرف على جثمان ستة من رفاقه واعتبر شاؤول في عداد المفقودين.
ولم تعلن كتائب القسام اي معلومة عن شاؤول واكتفت بالاعلان عن أسر جندي إسرائيلي ما يعني اننا امام مفاوضات أولية لمعرفة مصيره فلا زالت احتمالات ان يكون آرون على قيد الحياة واردة .
وأعلنت اسرائيل بعد سلسلة تحقيقات ان شاؤول قتل ولم تنجز له جنازة لدفنه في اسرائيل واعتبر جثمانه في عداد المفقودين.
وتقول تقارير إسرائيلية ان وفدها عرض في مفاوضات القاهرة الافراج عن جثث بعض الفدائيين الفلسطينين وآخرين اعتقلوا في العملية الاخيرة على قطاع غزة مقابل استرداد جثمان شاؤول وبقايا جثمان الجندي جولدن.
حماس رفضت المطلب الاسرائيلي وقالت ان القضية ليست خاضعة للنقاش الان فيما اصرت اسرائيل على استعادة الجثامنين وقالت انها لن تدفع مقابلهما اي ثمن لأسرى فلسطينيين احياء في السجون الاسرائيلية.
وزير الجيش الاسرائيلي اكد ايضا في زيارته لعائلة شاؤول ان اسرائيل ملتزمة باستعادة جثمان نجلهما ولن تتنازل عن ذلك في مفاوضات القاهرة.
امام اصرار حركة حماس ان وقف اطلاق النار في غزة وانهاء العدوان الاسرائيلي شيء , وقضية الاسير شاؤول –على الاقل تعترف حركة حماس بمسؤوليتها عنه- قضية أخرى لن يتم نقاشها في مفاوضات القاهرة ولن تكون مرتبطة بوقف إطلاق النار .
امام التاكيد الاسرائيلي لعائلة شاؤول بأنّ اي وقف اطلاق نار سيتم بالتزامن مع الافراج عن جثته , واصرار حركة حماس على فصل القضيتين .. هل ستكون تلك القضية هي القشة التي ستقصم ظهر مفاوضات القاهرة ..!؟
اسهم في هذا التقرير "يديعوت أحرونوت"
تعليقات
إرسال تعليق