"بلدة خزاعة".. المقصد لرحلات اليوم الواحد فى غزة تحولت لأنقاض

كانت بلدة خزاعة التى تقع فى جنوب غزة بفيلاتها الرحبة وشوارعها التى تتراص على جوانبها اشجار النخيل تمثل للفلسطينيين بقعة نادرة لتزجية وقت الفراغ قبل ان تقصفها اسرائيل وتحولها الى انقاض فى الشهر الماضى .

كانت الرقعة الخضراء فى خزاعة -البلدة الخالية الى حد بعيد من التوترات المحلية والخصومات التى توجد فى مناطق أخرى- من الاماكن القليلة النادرة لتمضية رحلات اليوم الواحد فى قطاع غزة المزدحم حيث يقيم 1.8 مليون نسمة على شريط لا تتجاوز مساحته 360 كيلومترا مربعا.

وتبعد خزاعة نحو 500 متر عن الحدود الاسرائيلية ولا يمكن الوصول اليها الان الا من خلال طرق غير ممهدة تتناثر فيها الانقاض. وكل منازلها تقريبا سويت بالارض ودمرت مساجدها التسعة.

وقال سامى قديح رئيس المجلس البلدى فى خزاعة إن البلدة كانت أفضل المناطق فى كل قطاع غزة وكانت منطقة سياحية آمنة لا تعانى من مشاكل وسكانها مثال للطيبة.

وقال فى مكتبه المؤقت فى موقف للسيارات بجوار منزل العائلة المدمر إن خزاعة لم يعد لها وجود كما لو ان زلزالا ضربها.

وقال انه لا توجد مياه ولا كهرباء وانه يرتدى نفس الملابس منذ عشرة ايام. وأضاف وهو يبين ملابسه الرثة انه لم يعد لديه منزل. وقال انه لم يعد لديه شيء.

وسحبت اسرائيل قواتها البرية من قطاع غزة يوم الثلاثاء وبدأت وقفا لاطلاق النار لمدة 72 ساعة مع حماس كخطوة اولى نحو مفاوضات بشأن انهاء الحرب المستمرة منذ شهر تقريبا.

ويقول مسؤولو غزة إن 1874 فلسطينيا قتلوا فى هذا الصراع معظمهم مدنيون. وتقول اسرائيل ان 64 من جنودها قتلوا بالاضافة الى ثلاثة مدنيين فى القتال الذى بدأ فى الثامن من يوليو تموز بعد تصاعد اطلاق الصواريخ من غزة.

وفى خزاعة يقول الناس ان 70 شخصا على الاقل قتلوا وانه ربما يعثر على مزيد من الجثث تحت الانقاض. وشهدت البلدة قتالا شرسا بين القوات الاسرائيلية وحماس وناشطين فلسطينيين آخرين قالوا انهم فجروا شحنات ناسفة وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على القوات الاسرائيلية.

وتقول اسرائيل انها حثت السكان على الرحيل والبحث عن ملاذ فى خان يونس القريبة قبل بدء القتال فى خزاعة. لكن السكان قالوا ان كثيرا منهم لم يتمكنوا من ترك منازلهم فى الوقت المناسب وان البعض تعرضوا لاطلاق النار وهم يهربون بناء على تعليمات الجيش الاسرائيلي.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التى تعنى بحقوق الانسان نقلا عن سكان يوم الاثنين إن القوات الاسرائيلية أطلقت النار على المدنيين وقتلتهم فى البلدة فى الفترة بين 23 و25 يوليو تموز وهى اجراءات قالت انه اذا ثبتت فانها تشكل جرائم حرب.

وفى بلدة خزاعة التى كانت فى وقت من الاوقات مزدهرة وبها اراض زراعية خصبة كان كثير من السكان يمتلكون اراضى وعقارات على عكس اجزاء اخرى فى قطاع غزة حيث يستأجر الناس منازل أو يعيشون فى مخيمات وملاجيء مؤقتة.

تعليقات